كأس العالم في خطر!

1 ноября 2022 г. по
Ahmed Hatem


لم يحدث يوما في التاريخ ومنذ انطلاقته عام ١٩٣٠ أن توقفت فاعليات كأس العالم إلا في عامي ١٩٤٢ و١٩٤٦، وذلك بفعل تداعيات الحرب العالمية الثانية، والتي كانت أوروبا وشرق آسيا مسرحها الرئيس، ولم يحدث أن دار جدلا في العالم حول إيقاف بطولة كأس العالم كما دار حول مونديال قطر للعام ٢٠٢٢ … وهنا القصة والتفاصيل.

مؤخرا تداول ناشطون تصريحا منسوبا لمسؤول بمجلس الأمن الروسي (كما قيل) قال فيه ان لا كأس عالم سيقام هذا العام. والسبب بحسب من نشر التصريح امر جلل سيحدث قبيل انطلاق المونديال. 

تصريح آخر نسب إلى الرئيس بوتين نفسه مفاده أن لا كأس عالم سيلعب هذا العام في قطر. وذلك عقب استبعاد المنتخب الروسي من المونديال، والحقيقة أنه بعد البحث والتدقيق فإن كلا التصريحين لا أساس لهما، أو لم يصدرا عن مسؤولين روس وذلك وفق ما ذكرت رويترز. فمن يقف خلف هذه التصريحات؟ وما حقيقتها؟

لا شك أن حربا نفسية وإعلامية تجري بين روسيا والغرب. وجزء من أدوات هذه الحرب هو بث الرعب والخوف، والتهديد بإلغاء كأس العالم أو إيقافه قد يكون جزءا من الدعاية والدعاية المضادة. فمن ناحية تنتقل المعركة من روسيا إلى العالم في حال كانت موسكو هي من تقف خلف هذه الشائعات. ومن ناحية أخرى تتم شيطنة روسيا بنظر العالم في حال كان الغرب خلف هذه الشائعات.

فبطولة كأس العالم هي من الفعاليات المحببة لسكان الأرض، بل هي البطولة والحدث الأكثر شعبية على وجه الأرض، لذا فإن استهدافه سواء بالتصريحات او الشائعات قد يؤثر على كلا الطرفين. لكن من المستفيد أكثر من هذه الشائعات؟ هل هي روسيا ام الغرب؟ وهذا سؤال يصعب حسم إجابته، فحتي الان الغاز كثيرة منذ بداية الحرب الروسية الاوكرانية يصعب فهمها او معرفة اسرارها. لعل آخرها تفجير خط غاز " نوردستريم" في أعماق بحر البلطيق، والذي تبادل الطرفان فيه الاتهامات.

وبالعودة لمونديال قطر، ما هي الحالات التي قد تستدعي إلغاء الفعاليات أو تأجيلها؟ كما ذكرنا في المقدمة فإن الوضع الوحيد الذي أجبر العالم على إلغاء كأس العالم كانت تداعيات الحرب العالمية الثانية الطاحنة. فيما عدا ذلك لم يسجل التاريخ أي توقف لهذا الحدث العالمي المنتظر. إذآ هي الحرب التي قد تستدعي إيقاف البطولة العالمية أو إلغاءها. وهذه حتى الآن غير مستبعدة. فروسيا مؤخرا رفعت وتيرة تهديدها باستخدامها أسلحة نووية، والغرب كذلك توعد بالرد المزلزل في حال أقدمت موسكو على خيار نووي. لكن ماذا هنالك غير الحرب؟

بالنظر لتجارب عالمية أخرى ظهر أن انتشار جائحة كورونا على سبيل المثال دفع باتجاه تأجيل أولمبياد طوكيو لعام ٢٠٢٠، كذلك الى تأجيل فعاليات المعرض الدولي "اكسبو". وهذه الفعاليات رفقة كأس العالم تتربع على عرش الفعاليات الأكثر حضورا وجماهيرية في العالم. ما يعني أن الجائحة أو الأوبئة قد تكون سببا آخر يدفع لتأجيل المونديال، وهذا الخيار أيضا ليس مستبعدا كليا، فالعالم لم يشف بعد من تداعيات جائحة "كوفيد ١٩ “. كما أن أخبارا انتشرت مؤخرا عن فيروس روسي جديد ينتمي لعائلة كورونا الفتاكة، لكنه أشد ضراوة منها. وهذا ما نقله موقع "ساينس أليرت" المتخصص والذي أعلن ولادة فيروس جديد فتاك في الخفافيش الروسية، وهذا الفيروس إذا ما لقي طريقه نحو البشر فالبشرية جمعاء على موعد مع موجة جديدة لا تجدي معها ما تم اكتشافه من لقاحات حتى الآن، وذلك بحسب رأي المختصين.

وبعيدا عن الأوبئة، هل من سيناريوهات أخرى قد تدفع الدوحة او الفيفا لتأجيل او إلغاء المونديال؟ والحقيقة أن عدة سيناريوهات مطروحة، وواحد منها بيد إيران حليفة روسيا والتي تتقاسم مياه الخليج مع قطر. حيث أن أي حدث عسكري قد تشهده هذه المياه - أي مياه الخليج - سيكون له انعكاساته على كأس العالم، وهذا السيناريو دار برأس البعض خاصة مع ما تشهده إيران حاليا من اضطرابات تتهم الغرب بالتسبب فيها. وهي – أي هذه الاضطرابات – إذا ما تفاقمت قد تستتبع ردا إيرانيا لا يعلم أحد مداه.

ولا يقف الأمر عند حدود إيران، لكن أي حرب كبرى في العالم أو مؤثرة، فإن فاعليات كأس العالم ستكون أول المتضررين. والمستفيدون كثر أو على الأقل الشامتون.